مرض الكوليسترول
كما يُوحي الاسم يمكن تعريف مرض الكوليسترول أو كما يُعرف علمياً بفرط كوليسترول الدم (بالإنجليزية: Hypercholesterolemia) على أنّه ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والكُولِيسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) مادة دهنيّة شمعيّة توجد بشكل طبيعيّ داخل جسم الإنسان وتدخل في تكوين الغشاء الخلويّ المحيط بالخلايا وبعض الهرمونات في الجسم، ويمكن للجسم إنتاج كميّات كافية من الكوليسترول، وعليه فإنّ وجود كميّات قليلة من الكوليسترول ضمن الوجبات الغذائية كفيل بالحفاظ على صحة جيدة، وفي الحقيقة يوجد الكوليسترول في الدم بأحد الشكلين الرئيسيين الآتيين، البروتين الدهنيّ مرتفع الكثافة (بالإنجليزية: High density lipoprotein) واختصاراً HDL ويُدعى الكوليسترول الجيد، والبروتين الدهنيّ منخفض الكثافة (بالإنجليزية: Low density lipoprotein) واختصاراً LDL ويُعرف بالكوليسترول السيء، ويؤدي ارتفاع نسبة الكوليسترول السيء في الدم إلى ترسب الدهون في الشرايين ممّا يؤدي إلى تضيقها ومنع وصول الدم المحمّل بالأكسجين بكميّات كافية إلى الأعضاء الحيويّة، وقد يحدث مرض الكوليسترول نتيجة اتباع نمط حياة غير صحيّ، أو قد يكون وراثياً في بعض الحالات.
علاج مرض الكوليسترول
تعديل نمط الحياة
يعتمد علاج مرض الكوليسترول بشكل كبير على تعديل نمط الحياة، ومن النصائح التي يمكن اتباعها لخفض نسبة الكوليسترول ما يلي:[٣][٤]
تناول الأطعمة الصحيّة: حيث يُعتبر التقليل من تناول الدهون المشبعة وغير المشبعة من أهم الطُرق المُتّبعة لخفض نسبة الكوليسترول في الدم، ويُنصح بعدم تجاوز نسبة السُعرات الحراريّة اليوميّة من الدهون المشبعة 6% مع خفض كميّة تناول الدهون غير المُشبعة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تجنب تناول الحليب كامل الدسم والاستعاضة عنه بالحليب قليل أو خالي الدسم وينطبق ذلك على منتجات الحليب الأخرى، كما ويجب الحرص على خفض كمية اللحوم الحمراء والسُكّريات في الوجبات اليومية، وتناول المزيد من لحوم الأسماك، والمكسرات، والفواكه والخضار الغنيّة بالألياف، حيث إنّ تناول وجبة غذائيّة غنيّة بالألياف قد يُساهم في خفض نسبة الكوليسترول في الدم بما نسبته 10%.
ممارسة التمارين الرياضيّة: تساعد ممارسة التمارين الرياضيّة الشديدة أو متوسطة الشدة بشكل دوريّ، أي بمعدل أربعين دقيقة ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع، على خفض نسبة كوليسترول الدم وضغط الدم المرتفع.
التخلص من الوزن الزائد: حيثُ يؤدي الوزن الزائد أو السُمنة إلى زيادة خطر المعاناة من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ويمكن من خلال خفض الوزن بما نسبته 10% تقليل نسبة كوليسترول الدم بنسبة كبيرة.
الامتناع عن التدخين: حيثُ يتسبب التدخين بخفض نسبة الكوليسترول الجيد في الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، كما ويجب على الأشخاص غير المُدخنين تجنب التعرّض للتدخين السلبيّ (بالإنجليزية: Secondhand smoke).
العلاجات الدوائية
هناك العديد من المجموعات الدوائيّة التي يمكن استخدامها لعلاج ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ويعتمد تحديد الدواء المناسب على حالة المريض الصحيّة، وعمره، وعوامل الخطورة لديه، واستجابته لتغيير نمط الحياة، ومن الأدوية المستخدمة في علاج مرض الكوليسترول ما يلي:
الستاتين: تُعتبر أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins) من أهم الأدوية المستخدمة في علاج مرض الكوليسترول من خلال تثبيط عمل أحد الإنزيمات المسؤولة عن تصنيع الكوليسترول في الكبد، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الكوليسترول في الدم والمساعدة على إعادة امتصاص الدهون المترسبة في جدران الشرايين، ومن الأدوية التابعة لهذه المجموعة الدوائية:
أتورفاستاتين (بالإنجليزية: Atorvastatin).
رسيوفاستاتين (بالإنجليزية: Rosuvastatin).
فلوفاستاتين (بالإنجليزية: Fluvastatin).
لوفاستاتين (بالإنجليزية: Lovastatin).
بيتافاستاتين (بالإنجليزية: Pitavastatin).
منحيات حامض الصفراء: (بالإنجليزية: Bile acid sequestrant) حيثُ يدخل الكوليسترول في تركيبة الحمض الصفراوي (بالإنجليزية: Bile acid)، وتعمل هذه الأدوية على خفض نسبة الكوليسترول بشكل غير مباشر عن طريق الارتباط بالحمض الصفراوي، ممّا يؤدي إلى استخدام الكبد لكميات أكبر من الكوليسترول لصناعة الحمض الصفراوي فتنخفض نسبة الكوليسترول في الدم ومن هذه الأدوية:
كوليسترامين (بالإنجليزية: Cholestyramine).
كوليسيفيلام (بالإنجليزية: Colesevelam).
كوليستيبول (بالإنجليزية: Colestipol).
مُثبّطات امتصاص الكوليسترول: (بالإنجليزية: Cholesterol absorption inhibitors)، وتعمل هذه الأدوية على منع امتصاص الكوليسترول من الأمعاء الدقيقة إلى الدورة الدموية، ومن أمثلتها دواء إزيتمايب (بالإنجليزية: Ezetimibe).
النياسين: ويعمل دواء النياسين (بالإنجليزية: Niacin) على خفض نسبة الكوليسترول السيء في الدم، وقد يصاحب هذا الدواء ظهور عدد من الأعراض الجانبيّة.
مضاعفات مرض الكوليسترول
في حال عدم علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم، فإنّ ذلك قد يؤدي إلى ترسُّب الدهون في جدران الأوعية الدمويّة، مما يُسبّب تضيّقها، وتُعرف هذه الحالة بتصلّب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis)، ويترتب على هذه الحالة ظهور بعض المضاعفات نتيجة زيادة خطر تكوّن الخثرات أو الجلطات الدموية، وتعتمد طبيعة المضاعفات على مكان الشرايين المتأثرة، ففي حال تأثّر الشرايين التاجيّة (بالإنجليزية: Coronary arteries) المسؤولة عن تغذية القلب فإنّ المصاب غالباً ما يُعاني من الذبحة الصدرية، وقد يصل الحال إلى معاناته من النوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart attack)، وفي حال انسداد أحد الشرايين المغذية للدماغ، فإنّ المصاب قد يُعاني من السكتة الدماغيّة (بالإنجليزية: Stroke).
أعراض مرض الكوليسترول
في الحقيقة لا يصاحب مرض الكوليسترول ظهور أيّ أعراض ملحوظة عند معظم الأشخاص المصابين به، ولا يُدرك أغلب الأشخاص إصابتهم بالمرض إلا بعد ظهور مضاعفات تصّلب الشرايين، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ هناك ما يُعرف بمرض الكوليسترول الوراثيّ الذي يتمثل بارتفاع حاد وشديد في نسبة كوليسترول الدم، وفي مثل هذه الحالات قد تظهر بعض الأعراض مثل الورم الأصفر أو الصفرومات (بالإنجليزية: Xanthomas) وهي أورام صغيرة مليئة بالكوليسترول توجد على عدد من الأوتار كأوتار القدم، أو على جفون العين وتدعى في هذه الحالة باللويحة الصفراء (بالإنجليزية: Xanthelasma).
0 comments
Post a Comment